سجـــائــر ومقــاهــي وشيشـــة
الإنسان العاقل نظيف وخلوق وتفوح منه رائحة العطور ويحافظ على صحته ومظهره أمام الناس أما الإنسان المجنون فهو الذي يحرق قلبه ويضيع صحته وتفوح منه رائحة كريهة هي رائحة المالبورو الأحمــر !!
الإنسان المدخن ( مع احترامي الشديد ) إنسان أخرق وغبي لأنه يعرف أن السجائر تسبب له الأمراض والسرطانات ومع هذا فإنه مصر على شربها وكأن بينه وبين الأمراض ميثاق غليظ لا يخلفه أحدهما أبداً ابداً !!
الكثير من الشباب تركوا التدخين لأنها مضرة بالصحة وتسبب الأمراض واتجهوا إلى الشيشة و ( المدواخ ) وكأن الشيشة والمدواخ أقل ضرراً من السجائر ... فعلاً لكل داء دواء إلا الحماقة أعيت من يداويها !!
لو كان بيدي لأغلقت كل المقاهي والقهاوي التي تبيع الشيشة ولكن سبحان الله ترى المكتبة خاوية على عروشها بينما تشاهد عشرات الأشخاص في أحد المقاهي ينفثون دخان الشيشة وفي الأخير يقولون : أمريكــا هي الســبب !!
يجلس الشباب في المقهى يشربون المعسل والتفاح وسلوم والبحريني و ... تراهم يفتخرون بتجربة كل نوع من أنواع الشيشة ونكهاتها وعندما تسألهم عن أركان الوضوء لا يعرفونها !!
عندما يجلس الشباب في المقهى يشربون الشيشة ويتكلمون ( مثل الحريم ) عن فلان وفلان ويبدأون في الكذب والسوالف ( الحاتة ) تراهم بين الفترة والأخرى يقطعون كلامهم بمداخلة بسيطة يقولون فيها أن الشيشة أفضل من السجائر ، ويقولون أن الجلسة في المقهى أفضل من الصياعة في الشوارع وملاحقة البنات في المراكز التجارية ، وكأن الشيشة صارت عندهم مثل قراءة القرآن ، أو مثل كتاب مفيد يستفيدون منه وكأن المقهى أصبح مسجداً يكسبون من خلاله الأجـــر الكبير !!
من الغريب حقاً أن الناس في مختلف أنحاء العالم بدأت تمتنع عن التدخين وتتوقف عن شرب السجائر والدخان إلا في بلادنـا العربية وطبعاً بلدان العالم الثالث مازال العناد والجهل يعصر رؤوسهم وعندما تقول لأحدهم : يا أخي الناس كلها صارت تمتنع عن التدخين يقول لك وكأنه فيلسوف زمانه : يا أخي العمر واحد والرب واحد أو يقول : ماحد بيموت ناقص يوم ... وأقول أنا : بكرة الأيام تقلك ، عاللي زرعتوا زمان !!
واحد من الشباب الله يستر عليه يشرب السجائر بشراهة غريبة مع العلم بأن والده مـــات بعد إصابته بسرطــان في الــدم !!
شــــاب محترم وقوي ومفتول العضلات يجلس في المقهى ويشرب الشيشة ويقول بين الفترة والأخرى : ما أروم أمتنع عنها .... وأقول أنا : هذا الشاب ليس رجلاً ولكنه شبح من أشباح الرجال !!
ألا يخجل شاب يلبس الكندورة الطويلة أم طربوش والغترة والعقال من أن يضع بين يديه ( صلب زجارة ) يمصه أمام الناس وكأنه يقول للناس : شوفوني أنــــا رجــل ، شوفوني أنا أشرب دخان ؟!؟!؟
يعتقد الكثير من الشباب أن السجائر من مظاهر الرجولة وأقول أنا أن السجائر مظهر من مظاهر نقص الرجولة وهي دليل على أن هذا الرجل ناقص ولا يستطيع التفرقة بين ما ينفعه وما يضره ولا يستطيع التحكم في شهواته ... هل يقول أحد أن التدخين من مظاهر الرجولة ؟!؟؟! من يقول هذا القول إنسان غبي وأحمق !
السجائر لا تتفق مع النظافة أبداً أبداً بل على العكس الإنسان الذي يدخن ( مخبوق ) الكنادير ، ( وسخ ( اليدين ) ، رائحة حلقه ( كريهة ) ، رائحة ملابسه ( مميتة ) ، أسنانه في الغالب ( صفراء ) وحتى أعضائه الداخلية ( الكبد والرئتين والقلب و .. ) صارت أشبه بماكينة سيارة سكراب !!
المدواخ أصبح موضة جديدة يقول الشباب أنها من العادات والتقاليد القديمة وأقول أنا : ألا يوجد في العادات والتقاليد ما هو أفضل من هذه القاذورات التي تشربونها !؟؟!
التدخين يتناقض مع الخجل فالإنسان الذي يدخن ( في الغالب ) يكون عديم الحياء ، لا يخجل من التدخين أمام أسرته وأطفاله ولا في الأماكن العامة ويمشي في بعض الأحيان مثل ( سيارة الزبالة ) تنفث الرائحة الكريهة في كل مكان !!
طفل صغير يشاهد عمه كبير السن وهو يشرب السجائر فيقول له : أنت ما تعرف ؟ هذا حرام !
تكون ردة فعل العم هو الصراخ في وجه الطفل والصياح : إذا ما خزت عني بوريك شغلك يالهرم !!
يموت الناس في بلداننا بسبب ثلاثة أشياء رئيسية : حوادث السيارات ، الواسطات والمحسوبيات ، التدخين !!
من الغريب أن تشاهد طبيب وهو يدخن السجائر بنهم مع أنه أكثر الناس علماً بمضار وأخطار التدخين وأقول أنا أن هذا الطبيب يحتاج إلى حجر صحي وإبرة قوية في المؤخـــرة تجعله يتوقف عن التدخين وإلى الأبد !
أحد الآباء المدخنين اكتشف أن أحد أبنائه يدخن السجائر فمسكه وضربه وأخبره بأن السجائر مضرة بالصحة ولكن السؤال الذي يفرض نفسه : لماذا يدخن الأب بينما يضرب أولاده الذين يدخنون ؟!؟!